حرم اللاجئون الفلسطينيون على مدار عقود من الزمن من حقوقهم الانسانية والاجتماعية والبيئية التي نصت عليها كل الأعراف والمواثيق الدولية
منذ وعد بلفور المشؤوم وتتكرر معاناة الفلسطينين عبر حروب متكررة تهدف إلى الإبادة الجماعية لتصفية الوجود الفلسطيني.
تسببت الهجوم الاسرائيلي على المدنيين الفلسطينيين والذي بدأ عقب إعلان قيام إسرائيل عام 1948م إلى تشريد أكثر من 750,000 فلسطيني اجبروا على الرحيل من وطنهم قسراً تحت قوة النيران، سميت فيمت بعد نكبة 1948، وحتى يومنا هذا لا يزال أكثر من 5.5 مليون من اللاجئين الفلسطينيين الذين شردوا خلال تلك الفترة وابنائهم مسجلين لدى الأمم المتحدة كلاجئين بالإضافة إلى مليونين غير مسجلين.
وأدى اجتياح إسرائيل للقدس و الضفة الغربية وقطاع غزة عام 1967 إلى فرض واقع جديد من الألم والتشريد للفلسطينيين زاد من معاناتهم وسلبهم المزيد من الحقوق.
وبما أن القانون الدولي يمنع ضم الأراضي بقوة السلاح تم اعتبار هذه المناطق المجتاحة أراضي محتلة اغتصبتها إسرائيل بالقوة، وقد اشارت تقديرات الأمم المتحدة أن حوالي 200.000 فلسطيني فروا من منازلهم خلال تلك الفترة، ويبلغ عدد اللاجئين الذين شردوا سنة 1967 وابنائهم اليوم حوالي 834.000 لاجئ.
كما أن سياسة هدم المنازل وإلغاء حقوق الإقامة وبناء المستوطنات غير الشرعية على أراضي فلسطينية منهوبة أدى إلى تشريد ما لا يقل عن 57.000 آخرين في الضفة الغربية المحتلة فقط، ويشمل هذا العدد 15.000 شخص ممن نزحوا بسبب بناء جدار الفصل العنصري.
ويبلغ إجمالي عدد اللاجئين الفلسطينيين أكثر من 7 ملايين لاجئ وهو ما يشكل رقما قياسيا من حيث عدد اللاجئين في العالم. ومع وجود أكثر من 11 مليون فلسطيني في جميع أنحاء العالم، فإن هذا يعني أن ثلاثة أرباع الفلسطينيين هم لاجئون.
ووفقا لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) يعيش ثلث اللاجئين الفلسطينيين المسجلين لدى الأونروا في 58 مخيم للاجئين في كل من الأردن ولبنان وسوريا وقطاع غزة والضفة الغربية، فيما يعيش الثلثان الآخران من اللاجئين الفلسطينيين في الشتات حول العالم.
ويستمر انتهاك اسرائيل للقانون الدولي من خلال سياسة التهجير القسري والتطهير العرقي ضد المدنيين الفلسطينيين العزل كان أخرها حرب 2023 التي راح ضحيتها ما يقرب من 30 الف شهيد، وأدت إلى نزوح 1.5 مليون فلسطيني من جميع مناطق قطاع غزة إلى جنوبه في ظروف متراكبة التعقيد ولا إنسانية من القهر والخوف والقتل والتشريد والتجويع والحرمان من السكن والطعام والعلاج والتعليم في معاناة هي الأشد قساوة على البشرية منذ 200 عام، يضاف كل هذا إلى 17 عام من الحصار الخانق وسلسلة من العدوان المتلاحق